غزة-ميلاد- قالت رئيسة الاتحاد الدولي للصحافيين (IFJ)، دومينيك برادالييه، إنّ باستطاعة الصحافيين الفلسطينيين المستقلين إنشاء نقابة أو جسم مستقل، عبر التقدّم بطلب للاتحاد الذي يمثل أكثر من 600 ألف عامل إعلامي من 187 منظمة في 146 دولة.
وأكدت برادالييه، إن الاتحاد الدولي للصحافيين لا مانع لديه من قبول طلب مماثل، لكنه سيطلب رأياً من النقابة المحلية الموجودة بالفعل.
وأضافت: "النظام الداخلي للاتحاد الدولي يتعامل مع النقابات الوطنية، غير أن هذا لا يتعارض مع تشكيل المستقلين لجسم أو نقابة مستقلة"، مشددة على أن الاتحاد "لا يلعب دوراً في تغذية الصراعات الداخلية".
وفي سؤال لدومينيك برادالييه حول تقييمها لوجود قائمة انتخابية واحدة من فصائل منظمة التحرير بعد 11 عاماً على آخر انتخابات أجرتها نقابة الصحافيين الفلسطينيين، قالت: "من الصعب أن أحكم. أعرف هذه المؤسسة من زمن طويل من خلال تفاعلها الدولي، ومن خلال الزملاء الذين ترأسوها، وأعلم أن ظروف عمل الصحافيين في الأراضي الفلسطينية صعبة، وأنا لا أفهمها بالكامل، لذلك من الصعب عليّ أن أحكم".
وعلّقت برادالييه على مقاطعة المستقلين قائلة: "من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات وعدم رضا من أعضاء المنظمة النقابية، المعارضون جزء من النقابة، ومن المفترض أن يُسمعوا صوتهم وإن كانوا خارجها، ويجب أن ينتسبوا لها ليُسمعوا صوتهم".
يذكر أن هذه الكتل الصحافية ومئات الصحافيين المستقلين قاطعوا مؤتمر النقابة، لأنه تمّ بناء على النظام الداخلي الذي أقرّ في يناير الماضي وتغيرت بنوده بشكل يسمح ببقاء الأمانة العامة الحالية والمحاصصة السياسية، والأهم تغيير شروط العضوية لضمان الأغلبية العددية من موظفي السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية في دوائر الإعلام.
وتحدثت برادالييه عن المبادرة التي قدمها اتحاد الصحافيين العرب، والقائمة على تقريب وجهات النظر في الأزمة الحالية بين الصحافيين الفلسطينيين والنقابة، مشيرة إلى أن "الاتحاد الدولي يدعم أي مبادرة لتقريب وجهات النظر من أي صحافيين، بغض النظر عن انتمائهم السياسي.
يشار إلى أن عشرات الصحافيين كانوا قد أرسلوا رسائل باللغة الإنكليزية إلى مكتب رئاسة الاتحاد الدولي للصحافيين قبل انعقاد مؤتمر النقابة، ووضعوا الاتحاد في صورة التجاوزات التي قامت بها المجموعة المتنفذة في الأمانة العامة، وأهمها تغيير النظام الداخلي.
وقالت برادالييه إن الاتحاد يمثل 600 ألف صحافي وصحفية، موزعين على ما يقارب 150 دولة، و"من الصعب جداً عليه أن يكون على اطلاع بالتفاصيل الداخلية لكل منظمة من هذه المنظمات التي لها استقلاليتها".
وتابعت برادالييه بأن الاتحاد ساهم في تنظيم الاحتجاجات المطالبة بالعدالة للصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة و50 صحافياً فلسطينياً آخرين قتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، كما أسس جوائز صحافية باسم أبو عاقلة في عدة بلدان.
ولفتت إلى أن شكوى مكتوبة أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، للمطالبة بفتح تحقيق في قضية شيرين أبو عاقلة، وذلك في سبتمبر/أيلول الماضي.
ولا شك أن الصحافيين الفلسطينيين يطالبون أيضاً بالعدالة لزميلتهم أبو عاقلة و50 صحافياً آخرين قتلوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي، أثناء تغطيتهم للأحداث الدائرة، سواء في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكنهم يطالبون أيضاً بالعدالة لأنفسهم، ليتمكنوا من مواصلة المسيرة، فالنقابة لا توفر أي خدمات نقابية، ولا تسهل ظروف عمل الصحافيين حتى يتمكنوا من تغطية الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي.