كتب: محمد جودة - رئيس التحرير
وسط حالة التصعيد الاسرائيلي علي الفلسطينيين ، لاسيما ونحن علي أبواب شهر رمضان الفضيل ، الذي بات عنوانا للمواجهة الساخنة في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة والمتواصلة علي شعبنا في كل من الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة الذي يراقب هذه الاعتداءات عن كثب وينتظر ساعة الصفر للرد علي كل هذه الجرائم التي ترتكب يومياً ، الأمر الذي قد يدفع بالأوضاع للتدحرج وربما الانجرار نحو شن عدوان اسرائيلي وحرب جديدة علي قطاع غزة ، خاصة مع تزايد تصريحات قادة فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة بأن كل الخيارات باتت مفتوحة وأن الأيام القادمة ذاهبة بإتجاه المواجهة الساخنة والتصعيد الفعلي والحقيقي مع الاحتلال .
وعلى ضوء احتمالية حدوث التصعيد الكبير في شهر رمضان ، وفي ظل عدوان الاحتلال المتواصل علي المدن والبلدات الفلسطينية في الضفة الغربية وما تشهده مدينة القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات وانتهاكات يومية من قبل شرطة الاحتلال التي تستفز المقدسيين وتزيد من حالة الغضب والغليان في الشارع الفلسطيني ، فإن حكومة المتطرفين في اسرائيل التي يقودها نتنياهو ، مصممة علي تصدير أزماتها الداخلية نحو إشعال المعركة وتوتير الأوضاع مع الفلسطينين قُبيل شهر رمضان ، وهذا قد ينقذها حسب اعتقادها أيضا من حالة الفوضى السياسية العارمة ، التي تتلخص في المظاهرات والاحتجاجات الداخلية في شوارع تل أبيب ضد هذه الحكومة الفاشية .
ولاشك أن خطورة تزامن الأعياد اليهودية مع شهر رمضان ، ومنح الوزير المتطرف "بن غفير" الشرعية للمستوطنين ودعمه لهم واشرافه علي الشرطة الاسرائيلية في مدينة القدس ، قد يزيد من فرصة الاحتقان والتصعيد والمواجهة ، إذا ما حاول هؤلاء المستوطنين استفزاز مشاعر المقدسيين والمصلين في المسجد الأقصى والتضييق عليهم ، ولذلك فإن الأمور والتعامل معها سيكون مختلف هذه المرة عن سابقتها ، وهذا قد يكون شرارة التصعيد الحقيقي والقنبلة الموقوتة التي ستفجر الأوضاع انطلاقا من شوارع القدس المحتلة .
أعتقد أن المواجهة المرتقبة في شهر رمضان مرهونة بأمرين، الأول:" إذا بقي الوزراء المتطرفين ماضون في سياسة التطرف والاستعلاء في التعامل مع الفلسطينيين وهذا سيصعد المواجهة وستكون أشد من سابقتها".
أما الأمر الثاني، "إذا استطاعت بعض الأطراف الضغط على حكومة نتنياهو الحالية لوقف تطرفها واعتدائها علي الفلسطينيين قُبيل شهر رمضان، وهذا قد يحسم الأمور نحو مرورها بشكل هادئ".
ختاماً فالأمر المؤكد أن سياسة العنجهية المتطرفة وما تزرعه الحكومة الاسرائيلية إن بقي مستمرا، فلن يحصد إلا المقاومة الفلسطينية الشرسة التي لن تتوقف إلا بتوقف جرائم الاحتلال وقطعان مستوطنيه وعدوانهم علي شعبنا .