كتب: محمد جودة - رئيس التحرير
يبدو أن تشكيل الحكومة الاسرائيلية "اليمينية" ، قد جاء علي وقع المزيد من سفك دماء الشعب الفلسطيني وإحكام قبضة التضييق والخناق عليه ، والمغالاة في استخدام القوة وعمليات القتل والتكيل والقمع وارتكاب المجازر ، وفرض العقوبات علي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ، وعرقلة أي مشاريع اقتصادية ومصادرة وسرقة الأموال الفلسطينية ، هكذا بدأت حكومة المتطرفين مسيرها وخطواتها واتجاه رياحها .
وواضح أن هذه الحكومة الدموية في اسرائيل التي يتزعمها بنيامين نتنياهو والذي يحاول تسويق نفسه بأنه أكثر "المعتدلين" في هذه الحكومة ، تم تشكيلها علي أساس انتقامي والتسابق علي من لديه القدرة أكبر علي إراقة الدماء والقتل والعربدة تجاه الفلسطينيين ، وبالتالي فهي حكومة يمكن تسميتها بحكومة القتل والعربدة الاسرائيلية ،لتكون أكثر دقة في التوصيف وتتماشي مع نهجها وومارساتها وعقلية وزرائها ورغباتهم الانتقامية والعنجهية .
ورغم كل التحذيرات الفلسطينية للمجتمع الدولي بأن هذه الحكومة التي شكلت في اسرائيل هي حكومة متطرفين وقتلة ومجرمين، ورغم كل التدخلات الأمريكية والدولية والعربية من قبل مصر والأردن لكبح جماح هذه الحكومة وتصعيدها تجاه الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية ومدينة القدس ، ورغم الكشف عن نوايا وزراء هذه الحكومة وما يخططون له من محاولة إشعال وتفجير الأوضاع في الساحة الفلسطينية ، خاصة وزير الأمن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير الذي يريد ويسعي لتسليح المستوطنين وتغيير تعليمات اطلاق النار علي الفلسطينيين كي يكون القتل اكثر سرعة وسهولة والتكيل بالأسرى الفلسطينيين ، ووزير المالية والمسؤول عن الادارة المدنية في الجيش الاسرائيلي سموتريش الذي يعمل علي خطة ضم وقضم اجزاء واسعة من الضفة الغربية ، ذلك كله يشير جلياً ان هذه الحكومة المتطرفة متجهة وماضية في طريق التصعيد الممنهج والقتل والعربدة، لارضاء المتعصبين في اسرائيل علي حساب الشعب الفلسطيني .
إن ما حصل في مدينة جنين من عملية عسكرية همجية استشهد خلالها 10 فلسطينيين في يوم دامي ووحشي علي يد عصابات حكومة نتنياهو الدموية ، اوقف بعدها الرئيس الفلسطيني محمود عباس التنسيق الأمني مع اسرائيل ،جاء الرد الفلسطيني في اليوم التالي دون تأخير ، في عملية بطولية نوعية نفذها الشهيد البطل خيري علقم ، انتقاماً لدماء أبناء شعبه في مخيم جنين ، لتشفي صدور أبناء شعبنا الذي خرج في مسيرات عفوية في كل مكان ابتهاجاً بالعملية وتبدل الحزن إلي فرح وهتاف ، هنا كان يمكن قراءة المزاج الشعبي الفلسطيني ، الذي فاض به الظلم والأوجاع ومرارة الآلم والقهر والمعاناة .
ختاما.. أصبح من الواضح أن رياح التصعيد والعاصفة التي بداتها الحكومة المنفلتة في اسرائيل لن تهدأ ، وأن أي فعل أو حماقة اسرائيلية ستجابه برد فلسطيني وانتقام مهما كانت التضحيات وأياً كان الثمن ، وأن سياسة "طنجرة الضغط" الذي اتبعها الاسرائيليون في جنين، سترتد عليهم في القدس، وشظاياها قد تصل في أي لحظة الى أي مكان، بما فيها قطاع غزة، خصوصا أن شهر رمضان على الأبواب وهو شهر يخشى معه الاسرائيليون حتى قبل كل هذه الموجة التصعيد اللافت.
ليبقي التساؤول الكبير إلي أين ستتجه رياح التصعيد الإسرائيلي في الخاصرة الفلسطينية ؟؟